علاش عندنا حنين للأغاني القديمة؟ وشنو تأثيرها؟

أزوان
هل تساءلت يوما عن طبيعة الشعور الذي يراودك عند سماع إحدى الأغاني التي رافقتك في فترة المراهقة؟ أو عن الحنين الذي يدفعك مرات عديدة للبحث عن عناوين بعض الأغاني، لإعادة الاستماع إليها في لحظة نشوة لا مثيل لها؟
إن كان الأمر كذلك، فإن علماء النفس وعلماء الأعصاب قد فسروا بالفعل في السنوات الأخيرة طبيعة هذه القوة الاستثنائية التي تتميز بها الأغاني القديمة، وأكدوا أنها تحمل قوة كبيرة لا تتحملها “عواطفنا”، على حد وصفهم.
أظهرت نتائج دراسات اعتمدت على التصوير العصبي، أن الأغاني تحفز عدة مناطق من الدماغ، وتمنحنا جرعة كبيرة من “الدوبامين” أثناء سماعها. علاوة على ذلك، فإن سماع نفس الأغاني مرارًا وتكرارًا، خاصةً أثناء اللحظات التي تقع فيها أشياء مهمة واستثنائية من حياتنا، يمكن أن يؤدي إلى “خلود” هذه الأغاني في ذاكرتنا مدى الحياة.
نحن البشر، بارعون جدا في التعرف على كل أشكال الموسيقى التي سبق أن سمعناها في فترات مختلفة من حياتنا، بفضل قدرتنا المتميزة على ربط الموسيقى بذكريات معينة، بل أن العلماء اكتشفوا أن الميزة موجودة حتى عند الأطفال الذين يستطيعون تذكر كل الأصوات التي يسمعونها منذ الولادة.
ولعل أهم شيء من كل هذا، أن استماعنا للموسيقى يضيء تلقائيا القشرة البصرية لأدمغتنا، إذ نقوم مباشرة وبدون إدراك، بربطها بالذكريات والصور التي مررنا بها في حياتنا.
وأظهرت دراسة تاريخية أجريت عام 1999، بعنوان “Music, emotion, and autobiographical memory: They’re playing your song“، أن للموسيقى قدرة هائلة على استحضار الذكريات لدى المستمع، إذ يمكن أن تثير الموسيقى ذكريات عامة، كاستحضار فترة الطفولة والدراسة، كما بإمكان بعض الأغاني خلق حنين لدى المستمع لسيناريوهات أكثر تحديدًا: أحداث مهمة في الحياة مثل “القبلة الأولى” أو “حفلة منزلية” أو “خرجة للبرية أقامها صديقك المفضل للاحتفال بنهاية الامتحانات المدرسية”.
ومن جهتها، أكدت الأخصائية في علم النفس العصبي بجامعة ملبورن، “آمي بيرد”، أنها اكتشفت أن الأزواج غالبا ما تكون لهما “أغنية خاصة” تحيل على لحظة مهمة في علاقتهما، وكثيرا ما تساهم هذه الأغنية في تعزيز الروابط بينهما، وقد تخفف حتى من آثار الخرف عندما سيتقدمان في السن، من خلال الاستماع إليها معًا والاستمتاع بالذكريات الجميلة.
Comments
This post currently has no comments.