معرض النشر والكتاب فالرباط.. واش الترجمة والألفاظ الأجنبية كاتخدم اللغة الأم؟

أزوان
احتضن المعرض الدولي للنشر والكتاب في الرباط، عصر اليوم، ندوة ثقافية خصصت لموضوع “الترجمة والمكون الثقافي”، والتي شارك فيها كل من المؤرخ المغربي المختص في مقارنة الأديان وأستاذ اللغة العبرية والدراسات الشرقية، أحمد شحلان، والأمين العام للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، الحسين مجاهد، والناقد محمد معتصم.
وأشاد الأمين العام للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بالدعوة إلى الاهتمام بالترجمة وإبراز أهميتها وأيضا كيفية تأهيل هذا الحقل، بعد أن تم تهميشه كثيرا في السنوات الأخيرة. وأضاف: “لقد ظهرت الحاجة الآن إلى خلق هيأة عليا للترجمة، لما لها من أهمية ووقع كبيرين على مختلف المجالات، على اعتبار أن الترجمة هي أداة ناقلة للغة وللحمولات المعرفية الوجدانية والأيديولوجية”.
وتحدث مجاهد، أن ترجمة النصوص الأمازيغية إلى اللغة العربية، بدأت سنوات طويلة قبل ترسيم اللغة الأمازيغية في دستور 2011، حيث أن هناك نصوصا تعود للقرن 19 خاصة في المجال الديني، ثم الحكاية والأدب.
من جانبه، رأى المؤرخ المغربي والأستاذ في اللغة العبرية، أن إدخال الألفاظ الجديدة في اللغة يكون تشويها لها وليس إغناء، ووضح المتحدث أن اللغة العربية بلغت أوجها بما تراكم فيها من شعر وترجمات من الاغريق والسريان والهند، خصوصا مع تأسيس بيت الحكمة التي تعد أول دار علمية أقيمت في عمر الحضارة الإسلامية، وأُسِّسَت في عهد الخليفة العباسي هارون الرشيد في سنة 883 ميلادية، في الوقت الذي كان حضور اللغة الفرنسية غائبا حيث أن ظهور أول نص باللغة الفرنسية في التاريخ كان 9 سنوات بعدها، وتحديدا في سنة 842 م، وكان عبارة عن معاهدة بين أبناء شارلومان حول الحكم.
في سياق آخر، استحضر الناقد محمد معتصم دخول عدد من الكلمات الأجنبية، كالإسبانية والفرنسية والانجليزية، إلى اللغة المحلية كان إبان فترة تاريخية معينة، حيث أن تعريب بعض الألفاظ صوتيا إلى المحكي المغربي كان ليؤرخ إلى فترة الاستعمار وأيضا فترة البون والمجاعة في المغرب أيام الحرب العالمية الثانية مثلا.
وشدّد معتصم على أهمية مراعاة اللغة التي تترجم إليها النصوص حيث أنه في الترجمة، لا يتم ترحيل اللغة فقط، وإنما عادات وثقافات وتقاليد شعوب أخرى، مشيرا إلى أن اللغة العربية هي لغة ثرية وحية وقابلة للتجدد والتعدد، ويمكّنها الميزان الصرفي أو الاشتقاق من ابتكار كلمات جديدة لا حصر لها، وتعريبها.
Comments
This post currently has no comments.