فاليوم العالمي للموسيقى.. شنو هو تأثير الموسيقى على الشباب؟

أزوان
اكتشاف تأثير الموسيقى على النفس، يبدأ مع المراحل الأولى من حياة الإنسان، حيث يكفي أن تدندن لطفل صغير في أذنه حتى يغط في نوع عميق وهادئ، وكم من مرة يتجه العديد من الأشخاص للغناء أو الاستماع للموسيقى كشكل من أشكال الهروب من وقائع وأحداث تؤلمهم أو يريدون نسيانها.
هو تأثير غير مباشر، ولا يفهمه أكثر الناس، لكن أغلبهم يجمع على دور الموسيقى المهم في التأثير على النفس الإنسانية، وكيف أنها تلعب بشكل واضح على المشاعر والأحاسيس، والسلوك.
أما فيما يخص تأثير الموسيقى على فئة الشباب، فهنا يصبح الحديث أعمق وأكثر حاجة للدراسة، حيث أضحت الموسيقى شكلا تعبيريا عما يجول في خواطر الشباب، وملجأ للاستمتاع بلحظات الخلوة مع النغمات والإيقاعات، أو للتعبير من خلاها على مشاعرهم وأفكارهم.
غير أن العديد من المهتمين بهذا الشأن، اختلفوا حول تأثير الموسيقى وتحكمها في سلوك الشباب، بين من يرى أن تأثيرها إيجابي وتساهم في ملئ الفراغ الذي قد يخلقه المجتمع المحيط بالشاب، وبين من يرى أنها تعزل الشباب عن محيطهم، وتحد من أساليب التعبير عندهم.
وبهذا الخصوص أكد الخبير في علم النفس محسن بنزاكور، أن في المعالجة النفسية يتم الأخذ بعين الاعتبار، الجانبين المعرفي والوجداني العاطفي للإنسان، وبالتالي فعند مخاطبة العاطفة بلغة الكلام يكون التأثير محدودا وتجريديا، لكن عند مخاطبة الجانب الوجداني، الذي يسمى في مجال الموسيقى بالروحي، فهنا يظهر عجز اللغة المجردة.
وأضاف بنزاكور أن “للموسيقى تأثير إيجابي على السلوك، خاصة عند اقحامها في المدارس، فحينها تصبح لها وظيفة تربوية تشجع الناشئة على التفاعل مع الموسيقى في أبعادها الإنسانية، وليس فقط في أبعادها الاستهلاكية والتجارية، ومع الأسف فقد حذفت الموسيقى من المدرسة المغربية، ما خلق جفافا روحيا ولد لنا مظاهر التنمر والعنف داخل المدارس”.
أما بالنسبة للتأثيرات السلبية وغير المرغوب فيها سلوكيا، فقد أكد محسن بنزاكور، “أن الإشكال ليس في الموسيقى، بل في التعامل معها، لأن الملاحظ أن مجموعة من الشباب والمراهقين، بل حتى الأطفال، أصبحوا مدمنين على الإنصات للموسيقى عبر السماعات، ما أدى لتغييب الجانب الواقعي والعقلي، لتتحول الموسيقى من جانبها الإيجابي الذي يتفاعل مع الروح والواقع، إلى أسلوب للقطيعة مع الواقع، وهو أمر يتكرر في العديد من الأمور كالأكل والحب وغيرها”.
Comments
This post currently has no comments.